علي طريق مصر اسماعيلية الصحراوي الكيلو 35 انحرف يسارا ...أراضي جمعية أحمد عرابي الزراعية التي تبلغ مساحة هائلة من الأفدنة مهما حكي عنها فلن يستطيع العقل تخيلها الا بالدخول من أحدي بواباتها والسفر بداخلها ...نعم ستشعر بأنك مسافر داخل مروج خضراء بجانب بعضها البعض ..حدائق مانجو وزراعات زيتوت وفواكه أخري ...بدأ استصلاح أراضي هذه المنطقة من أواخر السبعينات وتضم بين أعضائها كوكبة من الأسماء التي تمثل امتزاج وخليط المصريين فتجد منهم أطباء ومهندسين وشخصيات عامة في السياسة والفن ورجال دين وكأن مصر اجتمعت في صورة مصغرة في هذه البقعة لتحويلها من أرض صحراء لأرض زراعية تدب فيها الحياة وتخرج ثمارها لاشباع المصريين من خيرات ما رزقهم الله ...
ولكن الأيادي العابثة تأبي علي المصريين أن يأكلوا من خيرات أراضهم محاولين بشتي الطرق منعهم سواء بالتحايل أو بالتآمر أو حتي بالتزوير لو لزم الأمر ... يرهبون من يرهبون ويسيطرون علي نفوس من يستطيعون ويظلون يحاولون ويحاولون من أجل تحقيق غرضهم ...
بمحض المصادفة اكتشف أعضاء جمعية أحمد عرابي علي طريق مصر اسماعيلية الصحراوي - الكيلو 35 والذين يملكون عقود ملكية لأراضيهم المستصلحة علي نفقتهم الشخصية طيلة سنوات مضت . بأن هناك من يتحدث باسمهم للمطالبة بتحويل نشاط الجمعية الزراعي ليتم القضاء علي الزراعة وتحويل هذه المساحة الشاسعة لنشاط آخر وتم ارسال مخاطبات رسمية بذلك تطالب بتوفيق الأوضاع مع مسئولي الدولة المنوط بهم الأمر .غير أن ذلك غير قانوني ولا يملك مجلس ادارة الجمعية استمرار السعي في الأمر بعد أن تم رفع قضية تتهم المجلس بالتزوير وتزييف ارادة الأعضاء مما كان سيستوجب تنازل الأعضاء عن عقود ملكيتهم لأراضيهم الزراعية مقابل الحصول علي ثلث ما يملكونه من مساحة ولكن في أماكن أخري علي أن يتم منحهم عقود ملكية جديدة للأماكن الجديدة .
فهل يعقل أن يتم التنازل عن مرج أخضر يطرح الخير للجميع مقابل استبدالها بمساحة تحمل فوقها قوالب خراسانية
هل لهذه الدرجة يحاول من يعبث بمصر أن يجرف عقول المصريين ويغير ثقافتهم وهويتهم ليكون كل شئ قابل للبيع والشراء مقابل الأموال ؟
القضية تقودنا لقضية أخطر ألا وهي الهوية وتعود بنا لأن نتذكر كيف كانت أرضنا تعني عرضنا والتنازل عنها وصمة عار علي الجبين .
من الواضح جليا أن الأرض هي القضية كانت ولازالت وستظل .
ولازلنا في متابعة جدية للأمر ... فالأمر حقا جلل
No comments:
Post a Comment